نتنياهو والسلام الزائف- أكاذيب تحت ركام الدماء
المؤلف: عبدالكريم الفالح08.27.2025

ها هو بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي المثير للجدل، يعود ليطل برأسه من جديد من تحت أنقاض السياسات الدولية المتعثرة، ليُلقي خطابًا يغازل السلام الزائف، وينضح برائحة البارود المتصاعد وألسنة اللهب المشتعلة!
إنه لا يلين ولا يكلّ أبدًا من ترويج روايته المشوهة والمقلوبة رأسًا على عقب، وكأنه يعيش في كون موازٍ حيث الصاروخ يصبح رسالة حب ووئام، والغارة الجوية تتحول إلى دعوة عشاء فاخر على خبز مغموس بدماء الأبرياء، والدبابة الضخمة... يا لها من حمامة سلام فولاذية!
يزعم نتنياهو أن الغارات الجوية الشرسة التي أزهقت أرواح ما يربو على 900 شخص بريء، ستسهم بشكل فعال في توسيع "دائرة السلام" المزعومة!
نعم، لقد قرأتم العبارة بشكل صحيح ودقيق: 900 قتيل، من بينهم أعداد غفيرة من النساء والأطفال الأبرياء، هم، وفقًا لمنطقه الأعوج والمخزي – يشكلون خطوة جبارة إلى الأمام في درب "السلام" الطويل والممتد!
هنا، لا مناص من أن نضع هذه الكلمة الخادعة بين أقواس عملاقة، وأن نتأمل مليًا في المفارقة المروعة التي يحملها هذا التصريح المشين.
منذ متى أصبحت القذائف المدمرة طريقًا معبدة نحو الحوار البناء، والدمار الشامل أداة فعالة لتحقيق الاستقرار المنشود؟!
من ذا الذي قال إن الهدوء الحقيقي والدائم يمكن أن يُبنى على أنقاض الأشلاء المتناثرة والمدن المدمرة والدماء المراقة بغزارة؟!
إن نتنياهو لا يقدم أي جديد يذكر، بل يعيد تدوير أكاذيبه الكبرى والقديمة قدم التاريخ:
يزعم أن إسرائيل لا تهاجم بل "تدافع عن نفسها"، ولا تقتل الأبرياء بل "ترد على العدوان"، ولا تدمر البنية التحتية بل "تصلح ما أفسده الآخرون" عن طريق الخطأ!
نتنياهو لا يرى الفلسطيني المقهور ولا الإيراني الثائر ولا العربي الغاضب، بل يرى مجرد "عقبات مؤقتة وعابرة" تعترض طريقه نحو تحقيق مشروعه الاستيطاني والتوسعي طويل الأمد:
يهدف إلى أن يكون "الجلاد السفاح" الذي يبارك العالم أفعاله الشنيعة، وذلك لأنه – حسب زعمه الباطل – يصنع السلام المزعوم!
أي سلام هذا الذي تتحدث عنه يا هذا الرجل المتغطرس؟!
السلام الذي يُكتَب بدم الأبرياء ودموع الثكالى واليتامى؟ وأي استقرار هذا الذي يُبنى على فوهات البنادق ورؤوس الحراب؟!
إن ما تفوه به نتنياهو ليس مجرد تصريح عابر أو زلة لسان عفوية، بل هو بمثابة عنوان صارخ لمرحلة جديدة ومبتكرة من التزييف السياسي والتضليل الإعلامي.
إنها مرحلة يتم فيها تحويل القتلى الأبرياء إلى مجرد أوراق تفاوض رخيصة، والدماء الزكية إلى لغة دبلوماسية باردة وجافة. مرحلة تقلب فيها الحقائق والقيم رأسًا على عقب، وتجعل من العدوان السافر "أملًا مشرقًا"، ومن الصراع الدامي "فرصة سانحة"، ومن الحرب الشعواء "مشروع سلام واعد". فلتذهب هذه الوعود الزائفة إلى الجحيم! لن تأتي حمامة السلام المنشودة من فوهة الدبابة الوحشية، ولن يخرج الهدوء والطمأنينة من جوف القنبلة المهلكة، ولن تكتب الطائرات الحربية على صفحة السماء كلمة "سلام" مزيفة.
إن السلام الحقيقي لا يُصنَع من عواصف النيران والدمار، بل من نور العدالة الساطع والحق الذي لا يلين.
إن العدالة المنشودة لا تأتي على هيئة مقاتلة إف-35 المتطورة، بل على هيئة كلمة حق مدوية لا تؤخذ إلا عن طريق الاستحقاق والجدارة والصمود.
••• خاتمة:
الرصاصة الطائشة، مهما بلغت من قوة وتمرد، لن تستطيع أبدًا أن تخترق صدر الغيم وتلوث نقاءه وصفاءه.
إنه لا يلين ولا يكلّ أبدًا من ترويج روايته المشوهة والمقلوبة رأسًا على عقب، وكأنه يعيش في كون موازٍ حيث الصاروخ يصبح رسالة حب ووئام، والغارة الجوية تتحول إلى دعوة عشاء فاخر على خبز مغموس بدماء الأبرياء، والدبابة الضخمة... يا لها من حمامة سلام فولاذية!
يزعم نتنياهو أن الغارات الجوية الشرسة التي أزهقت أرواح ما يربو على 900 شخص بريء، ستسهم بشكل فعال في توسيع "دائرة السلام" المزعومة!
نعم، لقد قرأتم العبارة بشكل صحيح ودقيق: 900 قتيل، من بينهم أعداد غفيرة من النساء والأطفال الأبرياء، هم، وفقًا لمنطقه الأعوج والمخزي – يشكلون خطوة جبارة إلى الأمام في درب "السلام" الطويل والممتد!
هنا، لا مناص من أن نضع هذه الكلمة الخادعة بين أقواس عملاقة، وأن نتأمل مليًا في المفارقة المروعة التي يحملها هذا التصريح المشين.
منذ متى أصبحت القذائف المدمرة طريقًا معبدة نحو الحوار البناء، والدمار الشامل أداة فعالة لتحقيق الاستقرار المنشود؟!
من ذا الذي قال إن الهدوء الحقيقي والدائم يمكن أن يُبنى على أنقاض الأشلاء المتناثرة والمدن المدمرة والدماء المراقة بغزارة؟!
إن نتنياهو لا يقدم أي جديد يذكر، بل يعيد تدوير أكاذيبه الكبرى والقديمة قدم التاريخ:
يزعم أن إسرائيل لا تهاجم بل "تدافع عن نفسها"، ولا تقتل الأبرياء بل "ترد على العدوان"، ولا تدمر البنية التحتية بل "تصلح ما أفسده الآخرون" عن طريق الخطأ!
نتنياهو لا يرى الفلسطيني المقهور ولا الإيراني الثائر ولا العربي الغاضب، بل يرى مجرد "عقبات مؤقتة وعابرة" تعترض طريقه نحو تحقيق مشروعه الاستيطاني والتوسعي طويل الأمد:
يهدف إلى أن يكون "الجلاد السفاح" الذي يبارك العالم أفعاله الشنيعة، وذلك لأنه – حسب زعمه الباطل – يصنع السلام المزعوم!
أي سلام هذا الذي تتحدث عنه يا هذا الرجل المتغطرس؟!
السلام الذي يُكتَب بدم الأبرياء ودموع الثكالى واليتامى؟ وأي استقرار هذا الذي يُبنى على فوهات البنادق ورؤوس الحراب؟!
إن ما تفوه به نتنياهو ليس مجرد تصريح عابر أو زلة لسان عفوية، بل هو بمثابة عنوان صارخ لمرحلة جديدة ومبتكرة من التزييف السياسي والتضليل الإعلامي.
إنها مرحلة يتم فيها تحويل القتلى الأبرياء إلى مجرد أوراق تفاوض رخيصة، والدماء الزكية إلى لغة دبلوماسية باردة وجافة. مرحلة تقلب فيها الحقائق والقيم رأسًا على عقب، وتجعل من العدوان السافر "أملًا مشرقًا"، ومن الصراع الدامي "فرصة سانحة"، ومن الحرب الشعواء "مشروع سلام واعد". فلتذهب هذه الوعود الزائفة إلى الجحيم! لن تأتي حمامة السلام المنشودة من فوهة الدبابة الوحشية، ولن يخرج الهدوء والطمأنينة من جوف القنبلة المهلكة، ولن تكتب الطائرات الحربية على صفحة السماء كلمة "سلام" مزيفة.
إن السلام الحقيقي لا يُصنَع من عواصف النيران والدمار، بل من نور العدالة الساطع والحق الذي لا يلين.
إن العدالة المنشودة لا تأتي على هيئة مقاتلة إف-35 المتطورة، بل على هيئة كلمة حق مدوية لا تؤخذ إلا عن طريق الاستحقاق والجدارة والصمود.
••• خاتمة:
الرصاصة الطائشة، مهما بلغت من قوة وتمرد، لن تستطيع أبدًا أن تخترق صدر الغيم وتلوث نقاءه وصفاءه.